Image Not Found

التقليد

حسين بن عبدالخالق اللواتي

التقليد كما أفهمه هو نوعان:

١- إتباع رأي المتخصص في الفقه، في أمور فقهية معقدة، مثال ذلك كيفية معالجة الخطأ في الركعة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، كيفية الدخول في صلاة قائمة أو الخروج منها، كيفية الغسل الإرتماسي، ما الفرق عند الوضوء وغسل الجنابة والتطهر بين الماء القليل والكثير والمضاف والمعالج من البواليع، خاصة التي كان فيها البول والبراز، كيفية الذبح وما يجوز أكله من الذبيحة وماهي الحيوانات والطيور والأسماك التي يجوز أكلها، أحكام الحج والعمرة ومحرمات الإحرام، وأحكام الجهاد والقتال والقتل والأسر والفداء والانفال وملك اليمين والعبيد …. وهناك الملايين من الأمثلة المعقدة والعميقة الأثر في حياة الإنسان وأمواله وطعامه وشرابه ونكاحه، وحياة الآخرين وأموالهم وانكحتهم وأعراضهم وحقوقهم.

كما إننا نحتاج إلى إرشادات وعلاجات طبية فنأخذها من الطبيب المختص، ونحتاج إلى استشارات هندسية في البناء والتعمير فنأخذها من المهندس المختص، هكذا فإننا نحتاج للفقيه المتخصص في دقائق أمور ديننا وآخرتنا.

ويجب أن يكون الذي نقلده منشورة رسالته، لتكون اجتهاداته معروفة وواضحة، ويمكن نقدها ومناقشتها ومقارنتها من قبل المختصين من أمثاله (peers) من الفقهاء والمجتهدين.

ويجب أن يكون المقلد (بالفتح) حيا معاصرا، لكي يتمكن من مناقشته أي أحد، وثانيا لكي لا تتجمد حركة الإجتهاد على عصر واحد قديم.

ويجب أن نقتصر على تقليد مجتهد واحد، في كل المسائل قاطبة، في وقت واحد لفترة طويلة قدر الإمكان، بعد أن نختاره بعناية، لكي لا نقفز على فتاوى المفتين المختلفين، للإنتقاء منها، لسهولتها أو لصعوبتها، وإلا وقعنا في فخ إختيار الفتاوى، بحسب آرائنا ورغباتنا الآنية، بدلا من محاولة تحصيل مقاصد دين الله، وتحقيق غاياته في شريعته.

٢- ولاية الفقيه.

هذا النوع من التقليد الشامل الكامل، في جميع الأمور الشخصية والدينية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية، هي ضرورية للمسلم الواعي، في حالة إحساسه بالسعي لإحلال أحكام الدين الإسلامي، وتكوين الخلافة، أو الدولة الإسلامية، أو دولة الإمامة، كما هناك دول علمانية، أو مسيحية، أو يهودية، أو هندوسية، أو بوذية، أو شيوعية، أو راسمالية، وهي كلها أيديولوجيات يتجمع حولها الناس من الأديان الأخرى، وينظمون بها أمورهم الحياتية.